منها التفريغ العاطفي .. أسباب تحدث الطفل مع ألعابه
إيفا بوست – فريق التحرير
العديد من الأطفال يتحدثون مع الدمى والألعاب التي يمتلكونها، وينسجون بخيالهم قصصاً وأحداثاً برفقه ألعابهم وكأنهم أصدقاء مقربين وشخصيات حقيقية.
قد يثير هذا السلوك دهشة الأمهات واستغرابهن، ويجعلهن حائرين أمام تفسيره، والبعض منهن تشعرن بالقلق حيال هذا الأمر.
يمكن القول أنه سلوك طبيعي، فحتى الكبار يتحدثون مع أنفسهم أحياناً أمام المرآة، فتحدث الطفل مع ألعابه أمر طبيعي جداً.
ومن خلال هذه المقال سأقدم لك أسباباً لتحدث الطفل مع ألعابه، وما هو دورك في هذا الموضوع، تابعي معي حتى النهاية.
أسباب تحدث الطفل مع ألعابه:
أولاً – التفريغ العاطفي والحوار:
يجد طفلك راحته في التحدث مع أصدقاء وهميين، كالتحدث مع دمية أو شخصية أسطورية يؤلفها في قصصه اليومية.
ويعتبر الحوار الوهمي متنفساً لطفلك للتعبير عن حالته النفسية كنوع من التفريغات العاطفية أو عدم الرضى عن نفسه.
فعليك أن تتابعي طفلك وتشاريكه عالمه، ومع تقدمه في النمو ستلاحظين اختفاء هذا السلوك بسبب زيادة وعيه وانشغاله بأمور أكثر واقعية.
ثانياً – تعلق الطفل بألعابه:
يبدأ طفلك منذ بلوغه 3 سنوات في تطوير مهاراته الاجتماعية واللغوية التي يكتسبها من البيئة المحيطة به.
فتجديه يتحدث مع نفسه ومع ألعابه، لا تقلقي من ذلك، هذا دليل على ذكاء طفلك وتطوره النمائي.
وفي بداية مراحل طفلك العمرية سيكون متعلقاً بك بشدة، ولكن عندما يبدأ بالاستيعاب والملاحظة سيدرك أنك منفصلة عنه.
وسيبدأ بالبحث عن بديل للتعويض، فيتعلق بألعابه ويرفض مفارقتها، يصحبها معه خارج المنزل، ويتحدث إليها كأنها حقيقية.
ما هو دورك حيال هذا الأمر؟
يجب عليك أن تقدمي لطفلك البدائل حتى لا يتعلق بأمر واحد ووهمي كدمية، وعليك ألا تنشغلي عنه.
حاولي التحاور معه ومناقشته دائماً وقدمي له الأنشطة التي تشغله فكرياً وجسدياً دون التعلق بالألعاب.
يمكنك مثلاً أن تقومي بتسجيله في أحد النوادي الرياضية أو الثقافية أو الفنية والموسيقية.
حيث يفرغ طاقته في الرسم والتلوين والرياضة بدلاً من الحوار مع لعبة والتعلق بها، وليتجنب الشعور بالوحدة.
واعلمي أنه من الضروري أن تتابعي طريقة لعب طفلك، فهو في الغالب سيُظهر في حديثه مع الألعاب وفي طريقته في اللعب مشاكله.
فالألعاب والدمى هي ليست إلا وسيلة علاجية تساعدك في اكتشاف طفلك وفهم ما يدور بداخله.
