تربية

لا إفراط ولا تفريط .. لماذا لا يجب أن يصبح طفلك مثاليا؟

لا إفراط ولا تفريط .. لماذا لا يجب أن يصبح طفلك مثاليا؟

ايفا بوست – وكالات

يساعد دفع الطفل نحو إنجاز بعض المهام الصعبة على تنمية قدراته وتعزيز ثقته بنفسه، لكن الإفراط في رفع سقف المطالب والتحديات قد تكون له عواقب سلبية خطيرة على الأطفال.

لكن دعونا نقول إن تحديد أهداف مبالغ فيها يمكن أن تكون له عواقب سلبية، لذلك يمكن إيجاد حل وسط بتغيير النهج في تحديد سقف الطموحات للأطفال.

في تقرير نشرته مجلة “كيوداتي بلوس” (cuidateplus) الإسبانية، تقول الكاتبة كريستينا أريستيمونيو إن مبالغة الوالدين في مطالبة الطفل بإنجاز المهام المختلفة ليس أمرا صحيا

وقد يؤدي إلى الشعور بالتوتر والقلق وتدني احترام الذات وعدم الثقة في النفس، وهو ما يؤثر بدوره على شخصية الطفل عند البلوغ.

وتستعرض الكاتبة فيما يلي بعض النصائح من أجل سلوك متوازن مع الطفل، يسهم في تطوره واكتساب المهارات الحياتية الضرورية دون التأثير سلبا على صحته النفسية.

لا إفراط ولا تفريط

تعتبر الحماية المفرطة ضارة تماما مثل المطالب التي يصعب على الأطفال تلبيتها

فعندما لا يفوض الكبار أي مهام أو مسؤوليات أو قرارات للطفل، ينقلون إليه بشكل غير مباشر أنه غير قادر على مواجهة التحديات.

لذلك نحتاج إلى إيجاد حالة من التوازن في التعامل مع الطفل لتعزيز ثقته بقدراته، من خلال مطالب يمكنه تلبيتها.

مراعاة النمو التطوري للطفل

قد نفترض أحيانا أن الطفل وصل إلى مرحلة من النضج العاطفي والسلوكي الذي يؤهله للقيام بمهام محددة

لكن يجب أن نحذر من المبالغة في تقدير مرحلة النمو التي وصل إليها الطفل.

يساعدنا فهم النمو التطوري والدماغي للأطفال على تعديل توقعاتنا ومعرفة المهارات والكفاءات التي يمكن أن نتوقعها منهم في كل مرحلة عمرية.

كن حذرا عند تقييم سلوك الطفل

عندما تمدح الطفل ثم تستدرك بـ”لكن”، مثل أن تقول “رسمك جميل جدا، لكنك خرجت عن الإطار”، أو “رتبت غرفتك بشكل جميل

لكن كان يجب أن تفعل ذلك من قبل”، فإنك تقلل من قيمة ما أنجزه.

كن حذرا جدا من هذا السلوك عند تقييم ما يقوم به الطفل لأنه يجعله أقل ثقة بقدراته، وأكثر حذرا وتوجسا من التعليقات السلبية.

التحفيز من أجل التطور وليس بلوغ الكمال

لا ينبغي مطالبة الطفل بأن يكون مثاليا، بل يجب تحفيزه على التطور ومحاولة تحقيق الأفضل.

ويمكنك استخدام عبارات مثل “ما الذي تعتقد أنه يمكنك فعله في المرة المقبلة للحصول على نتيجة أفضل؟”.

التركيز على السلوك أكثر من النتيجة

لا يجب أن نركز على النتائج لتقييم سلوك الطفل، بل على المهارات والجهود التي بذلها لإنجاز المطلوب، مثل التركيز والشجاعة والمثابرة

بدلا من أن تقول له “كم عدد السلال التي صنعتها اليوم؟”، قل “لقد أحببت مدى تركيزك على صنع السلال”.

ترك مساحة للطفل لإثبات شخصيته

من المهم أن يفهم أطفالنا أنهم لا يحتاجون للتميز في كل المجالات ليكونوا سعداء ومحبوبين.

ولكي يستوعبوا هذه الفكرة، من الضروري أن يقدم الكبار مثالا على العلاقة الصحية التي تعزز استقلالية الطفل

في جو من الحب غير المشروط وإعطاء الأولوية لسعادة الطفل وليس لتحقيق الكمال.

وبهذه الطريقة، سيكون الطفل أكثر وعيا بمهاراته وقدراته وسوف يستغلها بالشكل الأمثل.

المصدر : الصحافة الإسبانية

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى