تعليم

هل يحتاج طفل المرحلة الابتدائية فعلا إلى الدروس الخصوصية؟ وما الإيجابيات والسلبيات ؟

هل يحتاج طفل المرحلة الابتدائية فعلا إلى الدروس الخصوصية؟ وما الإيجابيات والسلبيات ؟

ايفا بوست – وكالات

هل يحتاج أطفالي في المرحلة الابتدائية دروسا خصوصية في المنزل؟ سؤال يؤرق الأهل، خصوصا أولئك المنشغلين بمتطلبات الحياة القاسية ولا يجدون الوقت الكافي لتدريس أطفالهم

فيفكرون بالحصول على مساعدة مدرس خاص لتعويض غيابهم من جهة، وضمان حصول أطفالهم على قدر جيد من التعليم من جهة أخرى.

أصبحت هذه الظاهرة منتشرة كثيرا بين الأسر العاملة، لكن هل هي مفيدة أم مضرة؟

التقت الجزيرة نت بعض الأهالي لمعرفة أسباب لجوئهم للدروس الخصوصية، كما التقت بمتخصصين لمناقشة هذه الظاهرة وما مدى أهميتها وما أضرارها؟

ضرورة لتأسيس الطفل

تروي أم نسرين صيداوي تجربتها مع ابنها البكر عمر بشأن التدريس الخصوصي في المنزل، تقول “اتخذت قراري بجلب أستاذ خصوصي له بعد أسبوع على بدء المرحلة الابتدائية

لم أكن أملك الوقت الكافي ولا الصبر لتدريسه وهو المتفجر طاقة، كما أن تدريس اللغة الإنجليزية مثلاً يحتاج لشخص متمكن وليس لشخص يعرف القليل منها

فكان قراري الذي سمعت الكثير من النقد عليه، لكني تجاهلت الأمر، وبالفعل تحسن أداء طفلي ولم يعد ذلك المشاغب الذي لا يكترث بدروسه وواجباته”.

وتزيد “لم أتخل قط عن التسميع له، ومشاركته بعض الدروس في أيام العطل. كما وجدت أن وجود مدرس خصوصي ضروري جدا في المرحلة الأولى لتأسيس الطفل ومعالجة ضعفه في مادة معينة

رغم أنه مكلف جدا، لكن نتائجه إيجابية مع ابني الذي تحسن مستواه التعليمي خصوصا في القراءة والكتابة، وهي خطوة لست نادمة عليها، وما زلت أقدم الدعم اللازم لابني ليكون متمكنا وواثقا من نفسه ومرتاحا في دراسته”.

الام نسرين صيداوي تقول انها خطوة ايجابية ولست نادمة عليها وما زلت مستمرة في تقديم الدعم اللازم لابنها ليكون متمكناً وواثقاً من نفسه ومرتاحاً في دراسته

تجارة رائجة

أما الأب عبد الباقي درويش ولي أمر لطالب فأكد أن هذه الظاهرة باتت تجارة رائجة ومنتشرة بشكل كبير، وحتى النتائج التي ينتظرها الأهل من المدرسين لا تكون وفق التطلعات.

ويشير إلى أن الطلبة يحتاجون في بعض الأحيان للمدرسين الخصوصيين، رغم اتكال بعضهم بشكل كبير عليهم في عدة أمور كحل الواجبات المنزلية،

وهو شخصيًا ينصح أبناءه وكافة الطلبة بعدم الاتكال على المدرس الخصوصي، فعليهم متابعة الدروس مع المدرسين بالمدارس، ومراجعتها بشكل يومي ليتمكنوا من فهم المنهج،

فبعض الطلبة يذهبون للدروس الخصوصية بفترة وجيزة لدراسة المنهج بأكمله قبل موعد الامتحان بأيام بسيطة، مما يصعب الفهم وعدم اجتياز المادة.

وبالنسبة لدرويش، المدرسة هي البيئة المناسبة للتربية والتعليم، والمدرس الخصوصي يجب أن يكون فقط لمعالجة نقاط الضعف

ويجب أن يوجد بالمدارس فقط ليكون تحت رقابة الإدارة المدرسية لتخريج أجيال تستطيع تدريس الأجيال القادمة بشكل صحيح، وتقوم بخدمة الوطن الغالي على أفضل نهج.

لم يوافق درويش بتاتا على إعطاء هذه الدروس لأبنائه خاصة في المرحلة الابتدائية، وأشار إلى أن المدرسين أصبحوا يعتمدون على أهالي الطلاب بصورة كبيرة جدا، رغم أن وظيفة الأهل الإشراف والمتابعة والمحاسبة وليس التعليم.

لكن أن تكون الأسرة مكان المعلم فهذا غير منطقي، ويجعل كثيرا من الأسر تلجأ للدروس الخصوصية التي تؤدي إلى تعويد الأبناء عليها وعدم القدرة عن الاستغناء عنها، حسب قوله.

أسباب رئيسية للدروس الخصوصية

وتبيّن المرشدة التربوية والاختصاصية في علم الاجتماع هدى الرفاعي الأسباب الرئيسية التي تدفع الأهل لاتخاذ قرار إعطاء أطفالهم دروسا خصوصية، وهي:

صعوبات التعلم

وهي تؤثر على الدماغ وتؤدي إلى صعوبات كثيرة يواجهها الطالب الصغير في القراءة والكتابة والعمليات الحسابية، التي تعتبر أساس المرحلة التعليمية المبكرة.

اكتشاف معاناة الطفل من صعوبات التعلم ليس صعبا، فغالبا الطفل يعاني خللا في الكتابة أو عسر القراءة، أو عدم القدرة على إجراء العمليات الحسابية ومتابعة الدروس مع أقرانه داخل الحصة الدراسية في المدرسة.

والطفل الذي يواجه هذه المشكلة يحتاج لدروس خصوصية في المنزل لمتابعة ما فاته في المدرسة لمساعدته ما أمكن على التعلّم، لذا يجب عدم التردد في استشارة مختص نفسي ومساعدة الطفل بمنحه الدروس الخصوصية في المنزل.

عدم التركيز

يعتاد الطفل عادة على اللعب باستمرار فيحتاج إلى الانضباط أكثر، مما يعني حاجته إلى مدرس خصوصي في المنزل لمتابعة ما فاته من جهة، وتعويده على التركيز العالي تحت إشراف الأهل من جهة أخرى.

ضعف في مادة معينة

ربما تكون حاجة الطالب للدروس الخصوصية لمادة واحدة فقط أو اثنتين أو أكثر، يعاني من صعوبات فهمها ومتابعة دروسه بها، كأن يجد صعوبةً في دراسة اللغة الإنجليزية أو دراسة الرياضيات أو غيرها

وإذا كان الأهل منشغلين بأمور الحياة ولا يجدون وقتا فاللجوء لمدرس خصوصي حل جيد.

سلبيات الدروس الخصوصية؟

تعويد الطالب على الاتكالية: فالطالب الذي يعلم أن هناك معلما سيدرس معه كلمة كلمة سيصبح اتكاليا، وللتغلب على هذه السلبية ينبغي تدخّل الأهل وفرض صرامة من المعلم، وترك الطالب يحل بعض الواجبات بمفرده.

التكاليف الباهظة: تفرض الدروس الخصوصية أعباءً مادية كبيرة على الأسرة، خصوصا التي لا تمتلك دخلاً كبيرا، ويمكن حل المشكلة باختيار المواد الصعبة على الطالب ووضع مدرس خصوصي لها، وليس لكل المواد.

وتلفت الرفاعي إلى أنه في حال الحاجة للدروس الخصوصية سيصبح وقت الدراسة أطول، لذا يجب تعويض الطفل قليلا بمشاركته بعض النزهات، وتقليل زمن الدروس الخصوصية ما أمكن.

إيجابيات الدروس الخصوصية

للدروس الخصوصية إيجابيات كثيرة، خصوصا لدى الأسر التي يعمل فيها الرجل والمرأة لوقتٍ طويل، كذلك في الأسر التي لا يتمكن فيها الأبوان من تدريس أطفالهما كون مهنة التدريس تحتاج الصبر وحتى موهبة خاصة قد لا يمتلكانها، وتلخص الرفاعي أهم إيجابياتها بما يلي:

قدرة استيعاب الطفل بشكل أكبر.

زيادة الثقة في النفس.

الابتدائي لا يحتاج لدروس خصوصية

من جهتها استنكرت بشدة أخصائية العلاج والتحليل النفسي والسلوكي آنا فرحات مبدأ الدروس الخصوصية للطفل في المرحلة الابتدائية

معتبرة أن مناهج هذه المراحل لا تحتاج لدروس خصوصية لأنها مرحلة تنمية مهارات وقدرات الأطفال، وقضاء وقت طويل ومكثف في الدراسة سيؤثر سلبا على عقولهم

فاللعب هو السياق الذي يمكن من خلاله لطلاب المرحلة الابتدائية تطوير مهاراتهم الحيوية التي يصعب ممارستها في أشكال أكثر تنظيما، واتخاذ القرارات المعقدة والأدوار القيادية.

وبحسب فرحات، يتيح تشجيع اللعب في الفصل الدراسي وتسخير قوته بشكل إستراتيجي لأغراض تعليمية محددة المشاركة الحقيقية وفرص التعلم العميق للطلاب الصغار.

وتشدد فرحات على تشجيع الأهل طفلهم على التعلم المستمر مدى الحياة بدلًا من التعلم بهدف الحصول على معدل تراكمي للفصل الدراسي، إذ إن الاختبار لن يحدد مستوى الطفل.

وتتابع فرحات أن إجبار الطفل في هذا العمر على الكتابة والقراءة والحفظ بطريقة مكثفة يؤثر سلبا على أعصابه ويكبت نشاطه فيكره التعليم والدراسة

إضافة إلى حرمان الطفل من التمتع بأوقات فراغه وممارسة هواياته المفيدة ومتابعة اهتماماته الخاصة الطفولية، كما من المفضل منح الطفل استقلاله الدراسي ليمضي قدما في دراسته المستقبلية.

المصدر : الجزيرة

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى