تاريخ

أكبر علماء الإسلام تصنيفاً وتأليفاً بعد الطبري ومؤلف كتاب طوق الحمامة وأشهر علماء الأندلس .. محطات من حياة الإمام ابن حزم الأندلسي!

أكبر علماء الإسلام تصنيفاً وتأليفاً بعد الطبري ومؤلف كتاب طوق الحمامة وأشهر علماء الأندلس .. محطات من حياة الإمام ابن حزم الأندلسي!

ايفا بوست ـ فريق التحرير

اسمه علي بن أحمد بن سعيد بن حزم بن غالب بن صالح، ولِد في مدينة قرطبة الأندلسيّة في الثلاثين من رمضان عام 384 للهجرة.

وهو من أكبر علماء الأندلس وأكبر علماء الإسلام تصنيفاً وتأليفاً بعد الطبري، وهو إمام حافظ ومتكلم وأديب وشاعر وعالم برجال الحديث.

جده يزيد مولى يزيد بن أبي سفيان بن حرب وهو شقيق معاوية بن أبي سفيان الأموي القرشي، وكان ابن الإمام ناقد محلل وفيلسوف.

الإمام ابن حزم مؤلف كتاب رسائل ابن حزم الأندلسي

نشأ الإمام في بيت جاه وسلطان، حيث تعلَّم المعارف والعلوم إلى أن أصبح من كبار شيوخ عَصره كما كرّس نفسه لطلب العلم.

نشأة الإمام ابن حزم

عاش الإمام بداية حياته في قصر أبيه أحد وزراء المنصور بن أبي عامر وابنه المظفر ثم برفقة أخيه أبي بكر الذي يكبره بخمس سنوات.

كان والده أحمد بن سعيد وزيراً لابن المنصور المظفر وأخيه عبد الرحمن شنجول إلى أن أعفي من منصبه في عهد محمد المهدي.

بدأ الإمام في صباه بالدراسة، فأخذ المنطق عن محمد بن الحسن القرطبي، وأخذ الحديث عن يحيى بن مسعود،

أخذ الفقه الشافعي عن شيوخ قرطبة.

عانى ابن حزم من الفتنة التي شبت بقرطبة، وكتب في كتابه طوق الحمامة عن تلك الفترة ثم ترك قرطبة واستقر بمدينة ألمريّة.

علمه ومناصبه

كان الإمام ينادي بالتمسك بالقرآن الكريم وسنة رسولنا وإجماع الصحابة، ولا يقبل القياس والاستحسان والمصالح المرسلة التي يعتبرها محض الظن.

ومن أحد أقواله: “لا آفة على العلوم وأهلها أضرّ من الدّخلاء فيها وهم من غير أهلها فإنّهم يجهلون ويظنُون أنهم يعلمون ويُفسدون ويقدرون أنهم يصلحون”.

تولى وزارة للمرتضي في بلنسية ولمّا هزم وقع ابن حزم في الأسر وذلك في سنة 409 للهجرة، ثم أطلق سراحه من الأسر فعاد إلى قرطبة.

ثم تولى الوزارة أيام هشام المعتد بين سنتي” 418/422″ للهجرة، وكان ابن القيم يصفه بمنجنيق العرب أو بمنجنيق الغرب.

إنجازاته

كان عالماً وفقيهاً وفيلسوفاً فلقد كتب في كل المجالات وبرع فيها، وترك خلفه عدداً كبيراً من المؤلفات المليئة بالفكر والعلم القيّم.

أنشأ الإمام المذهب الظاهري القائم على رفض القياس الفقهي الذي يعتمده الفقه الإسلامي،

والمطالب بضرورة وجود دليل شرعي واضح من القرآن أو السنة للحكم.

كتب ابن حزم في التاريخ والنسب فكان من مؤلفاته “جوامع السيرة النبوية” و” جمهرة أنساب العرب”

و” رسالة في فضل الأندلس وذكر رجالها”.

وكتب أيضاً في الفقه وأصوله والقرآن والحديث والفلسفة والمنطق والطب واللغة العربية وآدابها ومن أشهر كتبها “طوق الحمامة في الألفة والآلاف”.

حادثة إحراق الكتب

كان أهل الأندلس كلما تضايقوا من أحد العلماء وخالفهم أحرقوا كتبه ومؤلفاته علنياً في إشبيلية، ونتيجةً لتعرضه لفقهاء عصره الجاحدين

الجاحدين المنتفعين من مناصبهم سبباً وتمكيناً لهم أن يشكوه إلى المعتضد بن عباد أمير إشبيلية

فأصدر قراراً بهدم دوره ومصادرة أمواله وحرق كتبه.

وفرض عليه ألا يغادر بلدة أجداده “منت ليشم”، وألا يفتي أحد بمذهب مالك أو غيره، كما توعد من يدخل إليه بالعقوبة،

ولما أحرقوا كتبه حزن فقال:

إن تحرقوا القرطاس لا تحرقوا الذي         تضمنه القرطاس بل هو في صدري

يقيم معي حيث استقلت ركائبي      وينزل إن أنزل ويدفن في قبري

دعوني من إحراق رق وكاغد     وقولوا بعلم كي يرى الناس من يدري

وإلاّ فعدوا بالكتاتيب بدءة             فكم دون ما تبغون لله من ستر

كذاك النصارى يحرقون إذا علت        أكفهم القرآن في مدن الثغر

وفاته

بالرغم من المصاعب التي واجهت الإمام وتعرضه للكثير من المآسي إلا أنه لم يتوانى وظل شامخاً يكتب ويؤلف دون ضعف وخوف.

وبقي في قريته “منت ليشم” يمارس فيها التدريس حتى توفي في الثامن عشر من شعبان عام 456 للهجرة

ولقد كتب في رثاء نفسه قائلاً:

كأنك بالزوار لي قد تبادروا         وقيل لهم أودى على بن أحمد

فيارب محزون هناك وضاحك      وكم أدمع تزرى وخد محدد

عفا الله عنى يوم أرحل ظاعنا       عن الأهل محمولا إلى ضيق ملحد

وأترك ما قد كنت مغتبطا به        وألقى الذي آنست منه بمرصد

فوا راحتي إن كان زادي مقدما     ويا نصبي إن كنت لم أتزود

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى