تاريخ

عمّ النبي وأخوه بالرضاعة.. قصّة إسلام حمزة بن عبد المطلب وانتقـ.ـامه من أبو جهل.. سيد الشـ.ـهداء الذي سبق الفاروق بثلاثة أيام

عمّ النبي وأخوه بالرضاعة.. قصّة إسلام حمزة بن عبد المطلب وانتقـ.ـامه من أبو جهل.. سيد الشـ.ـهداء الذي سبق الفاروق بثلاثة أيام

ايفا بوست – فريق التحرير

حمزة بن عبد المطلب رضي الله عنه، عم النبي صل الله عليه وسلم وأخوه في الرضاعة، أسد الله وسيد الشهداء، بطل من أبطال الإسلام، كان قويًا في إسلامه، بطلًا في جهاده، عظيمًا في استشهاده.

لقبه النبي صل الله عليه وسلم بأسد الله، وعند استشهاده سماه سيد الشهداء، خير أعمام النبي لقوله صلى الله عليه وسلم: “خير إخوتي علي، وخير أعمامي حمزة رضي الله عنهما”.

إسلام حمزة كان حدثًا فارقًا في تاريخ الدعوة الإسلامية، كان إسلامه نصرًا للمسلمين، ثم حدث نصر آخر بإسلام عمر بن الخطاب بعده بثلاثةِ أيامٍ

فقويت شوكة المسلمين بهما رضي الله عنهما، قبل إسلامهما لم يكن المسلمون يجرؤون على إعلان إسلامهم والظهور أمام المشركين، ولكنّهم بعد إسلامهما خرجوا في صفَّيْن؛ صفّ يقوده عمر وصف يقوده حمزة.

نسب حمزة بن عبد المطلب

حمزة بن عبدالمطلب بن هاشم بن عبد مناف القرشي الهاشمي أبو عمارة رضي الله عنه، هو عمّ الرسول محمد صلى الله عليه وسلم

وأخوه في الرّضاعة، فقد أرضعته “ثويبة” مولاة أبي لهب التي أرضعت الرسول، فهو يكبر النبي الكريم بسنتين فقط.

بين حمزة أسد الله ونبينا الكريم قرابة من ناحية الأم أيضًا، فأمه هي هالة بنت وهيب بن عبد مناف، ابنة عم آمنة بنت وهب بن عبد مناف أمِّ النبي محمدٍ صل الله عليه وسلم.

إسلام حمزة بن عبد المطلب

كان حمزة أسد الله صاحب صيد، فيخرج للصيد من أول النهار ولا يعود إلى آخره

فلا يعرف ما يحدث في مكة من أمور وأحداث إلا عندما يلقى واحدًا من أهلها ليقص عليه ما حدث في غيابه.

وفي أحد أيام السنة السادسة لبعثة النبي محمد صل الله عليه وسلم، دخل مكة في المساء، فصادف جارية لعبد الله بن جدعان

فسألها عن الأحداث التي صارت في غيابه، فقالت له: “وما غيرها، أمور تحدث كل يوم”، فطلب منها أن تزيده من الخبر، فقالت الجارية: “وما غير أن يؤذى ابن أخيك”.

غضـ.ـب حمزة وثار بعد قول الجارية، فقال لها: “أخبريني من الذي أذاه الآن؟”، فقالت: “ومن غير الذي يؤذيه كل يوم
إنه أبو جهل، أتاه وهو ساجدٌ عند الكعبة

فضـ.ـربه بحجرٍ فشج رأسه”. غضب حمزة غضـ.ـبًا شديدًا، فالمعـ.ـتدي كبير قريش أبو جهل، والمعتدى عليه ابن أخيه.

انطلق حمزة أسد الله غاضبَا إلى حيث يتواجد أبو جهل، وكان يجلس عند الكعبة محاطًا بصناديد قريش
كان مسرعًا في مشيته

والغـ.ـضب يظهر عليه، حتى أن الناس اندهشوا لرؤيته بهذا الشكل، لكن لم يتجرأ أحد على سؤاله عن حاله، خاصةً وجعبة سهامه على ظهره.

وصل حمزة لحيث يجلس أبو جهـل وحوله علية القوم من بني أمية وبني مخزوم وبني هاشم وبني بن عبد مناف

وغيرهم من قبائل قريش. الغضـ.ـب باديًا على وجهه، منطلقًا صوب أبو جهل، فلم يستطع أحد أن يوقفه.

جاء حمزة أسد الله إلى أبو جهل، فمسكه وضربه بالقوس على مفرق رأسه، حتى سال الدم على لحيته ثم رمى به

ولم يكتف بذلك، فقام بسبه أمام علية القوم من قبائل قريش الذين لم يجرؤوا يومًا أن يتحدثوا إلى جهل بهذه الطريقة.

أمام ما حدث لأبي جهل، ثارت قبيلة بنو مخزوم التي ينتمي إليها أبو جهل، ثم ثارت قبيلة بنو هاشم التي ينتمي إليها حمزة

فخاف أبو جهل أن تحدث بين القبيلتين فتنة، يُسلم على إثرها قبيلة بنو هاشم، فتقوى شوكة المسلمين بهم.

غضب حمزة لم يهدأ بضـ.ـرب أبو جهل، فأراد أن يوجه ضـ.ـربة أقوى له ولقبيلته بني مخزوم الذين ثاروا لأجله

فقال له: “أتشتمه وأنا على دينه أقول ما يقول؟! فرُد عليَّ ذلك إن استطعت”.

أمام هذه العبارة المزلزلة، لم يستطع أبو جهل أن يحرك ساكنًا، وألهته عن التفكير في الانتـ.ـقام

حينها قام رجال من بني مخزوم يريدون أن ينتصروا لأبي جهل، لكنه خيفة منعهم ذلك، بل وهدأ ثائرتهم

وقال: “دعوا أبا عمارة؛ فإني والله قد سببت ابن أخيه سبًّا قبيحًا”.

هل أسلم حمزة حقًا في الواقعة السابقة؟

ذهب حمزة بعد واقعة ضرب أبو جهل، ولما هدأ غضبه وعاد إليه صوابه، بدأ يراجع نفسه في أمر إسلامه

فقد كان يسمع عن هذا الدين منذ 6 سنواتٍ، ولم يرق قلبه له، بينما نقلته تلك الواقعة إلى جنب هذا الدين دون أن يدري.

بعد كلمته الكيدية السابقة لأبي جهل، وكرجل صادق مع نفسه ومع مجتمعه، لا يستطيع أن يرجع في كلمته

وفي الوقت ذاته لا يستطيع أن يدخل في دعوة لا يؤمن بها حقًّا، فظل حمزة في بيته وهو في صراع حميم مع نفسه، ماذا أفعل؟ ولمن ألجأ؟!.

ولأن فطرة حمزة أسد الله سوية، ويعلم في قرارة نفسه أن هناك خالقًا، لجأ إليه فيما يشبه صلاة الاستخارة

فقال: “اللهم ما صنعتُ إن كان خيرًا فاجعل تصديقه في قلبي، وإلاَّ فاجعل لي مما وقعت فيه مخرجًا”.

ولأن الله يريد بحمزة خيرًا، هداه إلى أن يتوجه إلى ابن أخيه رسول الله صل الله عليه وسلم، ليعرض عليه الأمر

فقال: “يا بن أخي، إني قد وقعت في أمر ولا أعرف المخرج منه

وإقامة مثلي على ما لا أدري ما هو، أرشد أم هو غيٌّ شديد؟ فحدثني حديثًا؛ فقد اشتهيت يا بن أخي أن تحدثني”.

وهنا أقبل النبي الكريم على عمه حمزة، يحدثه عن الإسلام، كما كان يحدثه سابقًا، وعظه ما كان يعظه به، وخوفه ما كان منه يخوفه

وبشره ما كان به يبشره، نفس الحديث السابق لم يختلف، لكن استقبال حمزة لهذا الكلام اختلف تمامًا.

سمع حمزة الكلمات التي طالما كان يسمعها كثيرًا، لكن هنا انبسطت أساريره، وانشرح صدره، وآمن من ساعته بصدق

وقال لرسول الله وبيقين صادق من قلبه: “أشهد أنك الصادق، فأظهر يا بن أخي دينك، فوالله ما أحب أن لي ما أظلته السماء وأني على ديني الأول”.

إسلام حمزة كان طامة وقعت على قريش، فبإسلامه قويت شوكة المسلمين، واستطاعوا أن يُظهروا دينهم

حتى أن حمزة ذهب للدار التي يُعذب فيها ضعفاء المسلمين للعودة عن دينهم، فأخرج كل من فيها ولم يستطع أحد أن يوقفه.

أما الطامة الأكبر التي حدثت بعد ثلاثة أيامٍ، فكانت إسلام عمر بن الخطاب رضي الله عنه، الفاروق الذي فرق بين الحق والباطل، ولذلك قصة أخرى سنرويها في تقريرٍ قادم.

حسام تحسين بيك يكشف عن أجمل ذكرى بحياته.. وهذا ما نصح جميع الأطفال به!

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى