تاريخ

أدخل القبيلة الذهبية بالإسلام وأنقذ أرطغرل بن عثمان .. القائد المغولي “بركة خان” الذي وقف مع المسلمين ضـ.ـد هولاكو

أدخل القبيلة الذهبية بالإسلام وأنقذ أرطغرل بن عثمان .. القائد المغولي “بركة خان” الذي وقف مع المسلمين ضـ.ـد هولاكو

ايفا بوست – فريق التحرير

تزخر مكتباتنا بعشرات – بل مئات – كتب التاريخ العربية والإسلامية، التي تتناول فترة اجتياح المغول للدولة العباسية وقتـ.ـلهم الخليفة المستعصم بالله في العام 1258.

فتصورّهم على أنهم أولئك الغـ.ـزاة القساة الذين جاؤوا من الشرق ليُسقطوا حضارة المسلمين.
وعند الحديث عن رموز المغول، فغالباً ما يأتي ذكر جنكيز خان وحفيده هولاكو الذي قاد الحملة على بغداد، دون أن يتم التطرق إلى أحد أعظم قادة المغول: بركة خان.

من هو بركة خان؟

بركة خان – أو بيركاي خان -، ابن جوجي خان، وحفيد القائد المغولي العظيم جنكيز خان، وهو ابن عم هولاكو، وكان بركة خان هو زعيم القبيلة الذهبية، أو مغول الشمال.

ويعد بركة خان أحد سبعة أبناء لجوجي، وهم: “باتو، أوردا، شوبان، بركة، جمتاي، بركجار، توقاتيمر، وكان الابن الأكبر باتو قد ورث منصب أبيه.
وأصبح زعيمًا للقبيلة الذهبية، والتي تعد أولى قبائل التتار إسلامًا، وأكثرها تعاطفًا وتأدبًا مع المسلمين، وكغيره من المغول، بدأ بركة خان مسيرته العسكرية في سن صغيرة.

نشأ بركة خان كنشأة أي تتري، حيث كان على دين أهله مجوسيًّا، وفي سنة ستمائة واثنتين وخمسين أسلم وحسن إسلامه، وأقام منار الدين.

وأظهر شعائر المسلمين، وأكرم الفقهاء والعلماء، وأدناهم، وأبرَّهم، ووصلهم، واتخذ المساجد والمدارس بنواحي مملكته، وأخذ بالإسلام جُلَّ عشيرته، ونفذ أمرُه، وامتدَّت أيامُه، وأسلمت زوجته حجك خاتون.
وساهم في الكثير من الحملات العسكرية، لكنَّ أبرز النقاط في حياته المهنية كانت حكمه للقبيلة الذهبية بين عامي 1257 و1266، التي كانت واحدة من أقوى الولايات داخل الإمبراطورية المغولية.

زوجة أبي بركة خان وراء حبه المبكّر للإسلام

خلال المعارك التي خاضها المغول في أواسط آسيا، تمكنوا من القضاء على الدولة الخوارزمية بقيادة السلطان جلال الدين منكبرتي.

واتخذ جوجي خان – والد بركة – من الأميرة رسالة بنت السلطان علاء الدين خوارزم شاه زوجةً له.
لم تكن رسالة بنت علاء الدين والدة بركة، لكنها تركت أثراً كبيراً فيه وفي أخيه الأكبر باتو، فكانا دائمي الدفاع عن المسلمين.

اعتنق بركة الإسلام في العام 1252 في بخارى، وقيل إنه التقى بقافلة كانت تمر عبر المدينة وسألهم عن دينهم.

ولما أعجب بالمفاهيم الإسلامية مثل تحريم عبادة الأيقونات والعقيدة الإسلامية، اعتنق الإسلام وظل متديناً طوال حياته.

باتو خان يقنع هولاكو بعدم مهاجمة المسلمين
غير بعيدٍ عن “القبيلة الذهبية” التي كان يحكمها باتو خان، كان هولاكو خان حفيداً آخر من أحفاد جنكيز خان (وابن عم بركة).

وكان زعيم الدولة الإلخانية، التي كانت ولايةً أخرى شبه مستقلة داخل الإمبراطورية المغولية.

يقول موقع Political Periscope المختص في التاريخ، إن هولاكو كان مفتوناً بجمال قرينته المسيحية دوقوز خاتون، وأضمر كراهية لكل من كانت تكرههم خاتون.
وعندما زار رسل الكنيسة النسطورية هولاكو، وجدوا من السهل تأليبه ضد المسلمين، ما دفع هولاكو لمهاجمة الدولة العباسية إرضاءً لزوجته.

وفور معرفة بركة خان بنوايا ابن عمه تجاه العباسيين، طلب من أخيه باتو مراسلة هولاكو وثنيه عن اجتياح الدولة العباسية.
على اعتبار أن الخليفة المستعصم بالله صديقٌ شخصيٌ له، وبالفعل، رضخ هولاكو لرغبة باتو، وأوقف هجومه على الدولة العباسية.

هولاكو يجتاح بغداد بعد وفاة ابنه عمه باتو

وبعد وفاة باتو خان في العام 1255، بدء هولاكو حملاته الدموية من بلاد فارس في العام 1256، فأسقط جميع الدول الكبرى تقريباً التي وقفت في طريقه.

وفي العام 1258، بعد معركة بغداد، دمرت قوات هولاكو الخلافة العباسية وقتل الخليفة المستعصم بالله، مسدداً ضربةً قوية للعالم الإسلامي.

وبعد الإجهاز على الدولة العباسية، أكمل القائد المغولي حملته، فتوجه غرباً ليُسقط الأيوبيون في دمشق.

وعملاً بنظرية “عدو عدوي صديقي”، كانت الكثير من الممالك المسيحية – بما في ذلك الكثير من الولايات الصليبية في الشام -، سعداء بتقديم الدعم إلى المغول.

المماليك يهزمون هولاكو في “عين جالوت”

بعد أن هزم هولاكو جميع القوى المسلمة في غرب آسيا، حول اهتمامه، بمساعدة الدول التابعة له مثل مملكتي جورجيا ومملكة أرمينيا الصغرى، ناحية السلطنة المملوكية.

فأرسل مبعوثه إلى السلطان سيف الدين قطز، سلطان المماليك، بالرسالة التالية:

“من ملك الملوك شرقاً وغرباً، الخان الأعظم، إلى قطز الذي هو من جنس المماليك الذين هربوا من سيوفنا.

اتعظوا بغيركم وأسلموا لنا أمركم، وقد سمعتم أننا قد فتحنا البلاد وطهرنا الأرض من الفسـ.ـاد وقتـ.ـلنا معظم العباد.

فأي أرض تأويكم وأي طريق تنجيكم وأي بلاد تحميكم؟ فما لكم من سيوفنا خلاص، ولا من مهابتنا مناص.

فخيولنا سوابق، وسهامنا خوارق وسيوفنا صواعق وقلوبنا كالجبال، وعددنا كالرمال، فالحصون لدينا لا تمنع والعساكر لقـ.ـتـ.ـالنا لا تنفع.

ودعاؤكم علينا لا يسمع، ونحن لا نرحم من بكى ولا نرق لمن اشتكى، ومن قصد أماننا سلم، فلا تطيلوا الخطاب، وأسرعوا برد الجواب.

قبل أن تضـ.ـرم الحـ.ـرب نـ.ـارها، وتدهون منا بأعظم داهية، ولنهدمن مساجدكم ونكشف ضعف إلهكم ونقـ.ـتل أطفالكم وعجائزكم على حد سواء، فما بقي لنا مقصد سواكم.”

استشاط السلطان سيف الدين قطز غضباً من نبرة الخطاب، لدرجة أنه رد بإعـ.ـدام مبعوث المغول، وبالطبع لم يكن هذا التصرف مقبولاً في العُرفين الدولي والإسلامي!

وللصدفة، توفي الخان الأعظم في الصين، ما اضطر هولاكو للعودة إلى وطنه لترتيب شؤون البيت الداخلي للدولة المغولية.

رأى الممالك الفرصة سانحة فانتهـ.ـزوها؛ فقاد السلطان قطز والظاهر ركن الدين بيبرس حملةً ضد قوات المغول المتبقية وتمكنا من هـ.ـزيمة جنرالات هولاكو وحلفائهم الجورجيين/الأرمن في معـ.ـركة “عين جالوت” في العام 1260.

لم يرق الأمر لهولاكو، فقرر شـ.ـنّ حملة ضد المماليك فور عودته من الصين.

هولاكو يبحث عن الثـ.ـأر.. وبركة خان يدعم المماليك

قرر هولاكو شـ.ـن حملة ضد دولة المماليك في مصر والشام انتـ.ـقاماً من هـ.ـزيمة “عين جالوت” في العام 1262.

وقد كان القائد المغولي صاحب قوة عسكرية أكبر بكثير من قوة المماليك، وكان قادراً على تدمير خصومه.

وكان هذا هو الوقت الذي تدخل فيه بركة خان، إذ كتب بركة في الخطاب الذي وجهه إلى خان المغول العظيم:

“لقد نهـ.ـب هولاكو جميع مدن المسلمين، وقتـ.ـل الخليفة، بإذن الله، سوف أحاسبه على هذه الدمـ.ـاء البريئة الكثيرة”

وبالفعل، لم يتمكن هولاكو من شـ.ـن المزيد من الهجـ.ـمـ.ـات على الأراضي الإسلامية.

فكانت حـ.ـرب بركة – هولاكو في العام 1262 أول حـ.ـرب أهلية كبيرة في الإمبراطورية المغولية الغربية.

ونتج عن هذه الحـ.ـرب، التي جرت في جبال القوقاز، النهاية الفعلية لقوة هولاكو.

حطم نوجاي – أحد قادة جيوش بركة خان -، قوات هولاكو بالقرب من نهر تيريك، وأجبر الأخير على التراجع.

ومـ.ـات هولاكو في العام 1265 لينتهي بذلك عهد إرهـ.ـابه ضد المسلمين.

وبينما كان بركة خان سريعاً في الاستجابة للأزمة، فقد كان متردداً في قتـ.ـال هولاكو، ابن عمه. إذ يقول:

“المغول يُقـ.ـتـ.ـلون بسيوف مغولية، لو كنا متحدين، لكنا قد أخضعنا العالم بأسره”.

لكنَّ بركة لم يستطع الجلوس ساكناً ومشاهدة هولاكو يقـ.ـتـ.ـل ملايين الأبرياء.

بركة خان.. أدخل “القبيلة الذهبية” في الإسلام

توفي بركة خان بعد عام تقريباً من هولاكو، وخلفه حفيد أخيه منغو تيمور الذي واصل سياسة بركة من التحالف مع المماليك ومعارضة الدولة الإلخانية.

وفي الفترة القصيرة التي قضاها بركة خان حاكماً لـ “القبيلة الذهبية”، ترك إرثاً كبيراً للمسلمين.فبينما يعتبر معظم المؤرخين معـ.ـركة “عين جالوت” الحدث الحاسم الذي أوقف هـ.ـجـ.ـوم المغول، فقد كان هذا الانتصار جزئياً فحسب.

فهولاكو نفسه لم يكن جزءاً من المعـ.ـركة، ومع أنَّ المماليك كانوا أقل عدداً وكفاءة، وكانت هـ.ـزيمة جنرالات هولاكو وحلفائه إنجازاً جديراً بالثناء، فإنَّ التهـ.ـديد لم يجر تجنبه بالكامل.

لم تتوقف المجـ.ـازر التي تعرض لها المسلمون إلا من خلال جهود بركة خان، فقد أنقذ تدخله المدن الإسلامية المقدسة، بما في ذلك مكة والمدينة والقدس، من قوات هولاكو.

يشار إلى أن بركة خان كان أحد أوائل القادة المغول الذين اعتنقوا الإسلام، حتى تبعه معظم مواطني “القبيلة الذهبية” في دخول الدين.

بركة خان ينقذ أرطغرل بن عثمان

بحسب الروايات التاريخية فإن بركة خان هو حفيد جنكيز خان وكان قائدًا للقبيلة الذهبية وكان مغولي الأصل إلا أنه مسلم ويحـ.ـارب معهم ضـ.ـد هجـ.ـمـ.ـات المغول وظلم هولاكو خان.

ويعود الفضل لبركة خان فى القـ.ـضاء على توغل المغول داخل الأراضى التركية وذلك بمحـ.ـاربتـ.ـهم بالتنسيق مع المماليك والأتراك وقبائلهم فى الأناضول.

وبحسب ما تم عرضه في المسلسل التاريخي “قيامة أرطغرل”، فإن بركة خان يتحد مع أرطغرل وزعماء القبائل التركية.

ويبدأون في محـ.ـاربة وحصار المغول وطردهم من الأناضول، بالتعاون مع السلطان بيبرس بعد ملاقة أصحاب اللحى البيضاء.

جميع الأمهات تحلم بجعل طفلها قوي الشخصية .. إليك بعض النصائح التي ستساعدك في تحقيق حلمك

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى