تاريخ

ما قصّة طالوت وجالوت والتابـ.ـوت الذي ذكر بالقرآن؟ وكيف كانت سبباً في أن يرسل الله “داوود” نبياً وملكاً لبني إسرائيل؟

ما قصّة طالوت وجالوت والتابـ.ـوت الذي ذكر بالقرآن؟ وكيف كانت سبباً في أن يرسل الله “داوود” نبياً وملكاً لبني إسرائيل؟

ايفا بوست – فريق التحرير

في زمنٍ بعد موسى عليه الصلاة والسلام، أصيـ.ـب بنو إسـرائيل بالـ.ـذل والهـ.ـوان في الزمن الذي لم يعد في نسلهم أي أنبياء تبعث إليهم، وعندها سـلّـ.ـط الله عليهم ملوكاً جبـ.ـا برة.

كان ذلك جـ.ـزا ءاً من الله تعالى لبني إسرائيل بسبب قـ.ـتـ.ـلهـ.ـم الأنبياء بغير حق، وهو ما تسبب في تشـ.ـتت شملهم لأكثر من 400 سنة، بحسب المصادر التاريخية.

فذهب بنو إسرائيل إلى نبيٍ من أنبياء الله سبحانه وتعالى، وذلك بعد زمن موسى عليه السلام، يقال أنّه نبي الله “شمويل بن بالي”، لكن لم يرد ذكر اسمه بالقرآن الكريم ،لذا سنكتفي بالإشارة له باسم “النبي”.

ذهب بنو إسرائيل إلى ذلك النبي وقالوا له، نريد أن نقـ.ـاتـل في سبيل الله، مللنا من هذا الذي نحن فيه، وقد ورد ذلك في القرآن الكريم بقوله تعالى :” ألم ترى إلى الملأ من بني إسرائيل من بعد موسى إذا قالوا لنبيٍ لهم ابعث لنا ملكاً نقـ.ــاتـل في سبيل الله”.

والملأ هم كبار وسادة القوم، فأجابهم نبي الله الذي لم يذكر اسمه، إن جاء هذا الملك هل تلتزمون بوعدكم؟

أم ترجعون عن كلامكم؟، فلم يعجبهم كلامه وأكدوا أنهم ملتزمين بما وعدوا به.

وقد ورد ردّهم بالقرآن الكريم في قوله تعالى :” وما لنا ألا نقـ.ـاتـ.ـل في سبيل الله، وقد أخرجنا من ديارنا وأبنائنا”، في إشارة لما حدث لهم وأنهم جاهزون بمجرد ان يأتيهم الملك.

كما يقول الله تعالى في كتابه الكريم:” فلما كتـ.ـب عليهم القتـ.ـال تولوا إلا قليلاً منهم، والله عليم بالظـ.ـالمـيـن”، أي أن معظمهم لم يلتزموا بوعدهم.

وبالفعل، أوحى الله تعالى لنبيّه أنّه سيرسل ملكاً لبني إسرائيل، وهو رجلٌ شجاع اسمه طالوت، لكنّه لم يكن من أسرة “يهوذا” الذي كان الملك في سلالته.

وقد ورد في القرآن الكريم في سورة القبرة قوله تعالى “إن الله قد بعث لكم طالوت ملكا”، لكنّ بنو إسرائيل لم يقبلوا به، وقالوا “أنّى يكون له الملك علينا ونحن أحق بالملك منه ولم يؤت سعةً من المال”.

وقد ردّ عليهم نبي الله بأن هذا اختيار رب العالمين،” إن الله اصطفاه عليكم وزاده بسطة في العلم والجسم”، أي لديه علم بالدين وبالقتـ.ـال فضلاً عن شجاعته.

فأجابه قومه، إننا نريد آية، أي علامة على أن النبي صادق، من أجل أن يكونوا معه، فقال لهم النبي إن “آية ملك طالوت هو أن يأتيهم تابـوت تحمله الملائكة فيه بقية مما ترك آل موسى وآل هارون”.

والمقصود بالبقية هنا، بقية من التوراة وآثار نبي الله موسى وهارون، وهذا الصندوق كان قد سـ.ـلب من بني إسرائيل في أحد الأزمان.

وبالفعل، أتت الملائكة تحمل الصندوق، وقد ورد ذلك في كتاب الله القرآن الكريم

بقوله تعالى ” إن آية ملكه أن يأتيكم التابـ.ـوت فيه سكينةٌ من ربّكم وبقية مما ترك آل موسى وآل هارون تحمله الملائكة”.

رسم تعبيري للصندوق الذي ورد ذكره في قصة طالوت وجالوت وقد ورد ذكره في القرآن الكريم وأن من كانت تحمله الملائكة (الصورة تعبيرية الظاهرين فيها رسم لبشر)

ولما جاء الصندوق، صدّق البعض، ولم يصدّق البعض الآخر، وكان على الذين صدّقوا أن يستعدوا للخروج مع الملك طالوت.

أخبرهم طالوت أنّهم خارجون للقاء “جالوت” الذي كان كافـ.ـراً وبطـ.ـش ببني إسرائيل، وأرادت البقية المؤمنة من بني إسرائيل وطالوت الخروج للقائه.

ولما انطلق الجيش من أهل الإيمان بقيادة طالوت، وكان يقدر بالآلاف، وقيل أن عدده حوالي 80 ألف وقيل أقل من ذلك

بدأ اختبار من الله تعالى لهم على هذا الجيش، فقام طالوت وقال للجيش وقد كان عطشاً، سنمر الآن على نهر

فمن يشرب من هذا النهر يرجع ولا يكمل معنا، وكان الهدف من ذلك معرفة من آمن عن صدق.

وقد سمح طالوت للجيش أن يشرب كلاً منهم غرفة واحدة، وبمجرد وصولهم للنهر، بدأ بعض الجيش يشرب حتى يرتوي دون أن يأبه بأمر الله

وتبعهم بقية الجيش فشرب معظمه إلا قليلاً منهم وقال أنهم 313 شخص وهو يشبه عدد المؤمنين مع رسول الله في بدر.

وقد ورد في القرآن الكريم قوله تعالى :”فلما فصل طالوت بالجنود قال إن الله مبتـ.ـلـيـكم بنهر فمن شرب منه فليس مني

ومن لم يطعمه فإنه مني إلا من اغترف غرفة بيده فشربوا منه إلا قليلاً منهم”.

أخذ طالوت الرجال الـ 313 معه، وترك بقية الآلاف وقال لهم إنه لا يرغب بصحبتهم له، وأنه يريد المؤمنين حقاً فقط.

وأكمل هو والرجال الذين معه، وتجاوزوا النهر، ووصلوا إلى المكان الذي فيه جالوت وجنده من الآلاف.

أي حتى الرجال المتبقين مع طالوت قال بعضهم أننا لن نتمكن من النصر على جالوت

فتكلم أهل الإيمان (الذين ظنّوا أنّهم ملاقوا ربّهم) بقولهم كم من فئة قليلة غـ.ـلبت فئة كثيرة بإذن الله والله مع الصابرين.

وكان من بين الفئة القليلة التي ستقابل الآلاف في صفوف جالوت، شاباً يدعى “داوود” وهو نبي الله عليه السلام، ولم يكن نبياً حتى ذاك الوقت وهو والد سليمان عليه السلام.

وقد كان رجلاً عادياً بين البقية المؤمنة، وهو كان أصغرهم سناً، فجمعهم طالوت ونظم صفوفهم لملاقاة جنود “جالوت”

فرفع أهل الإيمان أياديهم ودعوا ربهم بقولهم “ربنا أفرغ علينا صبرا وثبت أقدامنا وانصرنا على القوم الكـ.ـا فرين”.

وقد كان جالوت رجلاً قوياً ومدرباً هو وجيشه فضلاً عن شجاعتهم، وقد كان من العادة أن تبدأ المبـ.ـارزة بين اثنين من الرجال قبل بدء المعـ.ـر كـ.ـة.

فخرج جالوت بنفسه، وطلب رجلاً يخرج له، فقال طالوت لمن معه، من يخرج له، فلم يجب أحد جميعهم خـ.ـافـ.ـوا

إلا داوود وهو أصغرهم سناً، فقال أنا، فنادى طالوت بالجيش مرة أخرى يريد رجلاً أكبر، فلم يجبه أحد.

ويحكى أن طالوت كان قد وعد من يخرج لجالوت ويقـ.ـتـ.ـله أن يزوّجه بابنته ويعطيه من ملكه، أي أن يجعله ملكاً من بعده أي بمثابة ولي عهد في أيامنا هذه.

ثم نادى طالوت مرة ثالثة سائلاً عن من يخرج لجالوت، فلم يجب إلا داوود، فخرج داوود لجالوت، فقال له الأخير ما من رجلٌ غيرك يخرج لي؟.

ويحكى أن داوود عليه السلام كان قد تدّرب على “المقـ.ـلاع” وهي آداة ما زالت مستخدمة حتى أيامنا هذه فلسطين وبعض الدول الأخرى.

ووضع داوود صخرةً داخل المقلاع وبدأ يدوّره في الهواء، وجالوت ينظر له مستغـ.ـرباً مما يفعله، والجيشان يترقبان ما سيحدث

إلى أن أطلق داوود الصخرة فأصـ.ـابـ.ـت جالوت وأسقـ.ـطتـ.ـه ميـ.ـتـ.ـاً.

وانطلق جيش طالوت المؤمن، فإذا بجيش جالوت يفـ.ـر أمامهم بعد أن شاهدوا ما حدث لجالوت أمامهم، وقيل أن حجـ.ـر داوود عليه السلام كان يقـ.ـتـ.ـل كل من يصـ.ـيـ.ـبه من جنود جالوت.

ويحكى أن من بين الرجال الذين بقوا مع طالوت الملك هم إخوة داوود وعددهم ثلاثة عشر بالإضافة إلى والدهم، حسبما تؤكد المصادر التاريخية.

ويقول الله تعالى في كتابه الكريم :” فهـ.ـزمـ.ـوهم بإذن الله وقـ.ـتـ.ـل داوود جالوت وآتاه الله الملك والحكمة وعلّمه مما يشاء”.

ومما تشير إليه الآية الكريمة، والقصة بأكملها أن الله سبحانه وتعالى آتى سيدنا داوود عليه السلام الملك وبعثه نبياً بعد أن امتـ.ـنه في الكثير

وقد ثبت داوود عليه السلام فكان أهلاً لما أمره به الله سبحانه وتعالى.

وصار بعد ذلك شأناً لداوود عليه السلام في بني إسرائيل، وبعثه الله بعد ذلك نبياً في بني إسرائيل وأصبح بذلك شأناً كبيراً لبني داوود

وسنتحدث عن قصّة نبي الله داوود عليه السلام وابنه سليمان الذي أتاه الله الملك الأكبر في الأرض بالتفصيل في تقريرٍ قادم.

أبو الطماير في باب الحارة وأبو ماجد الحلاق في ليالي الصالحية .. قصة الفنان داوود الشامي وحكايته مع الكاميرا الخفية

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى