تاريخ

زيد بن الخطاب الذي سبق أخيه الفاروق وقصّته مع الرجّال بن عنفوة

زيد بن الخطاب الذي سبق أخيه الفاروق وقصّته مع الرجّال بن عنفوة

ايفا بوست – وكالات

زيد بن الخطاب صحابي جليل من السابقين إلى الإسلام، وهو أخو الخليفة الثاني عمر بن الخطاب لأبيه

هاجر زيد إلى يثرب، وشهد مع النبي محمد صلى الهل عليه وسلم المشاهد كلها.

بعد وفاة النبي، شارك في حـ.ـروب الردة، وأبلى بلاءً حسنًا في معـ.ـركة اليمامة

فلقب بـ “صقر اليمامة”، وتمكن من رأس عـ.ـدو الإسلام الرجّال بن عنفوة قبل استـ.ـشهاده في المعـ.ـركة.

حزن عليه عمر حزنًا شديدًا لما استـ.ـشهد، وقال: «سبقني إلى الحسنيين: أسلم قبلي، واسـ.ـتشهد قبلي». وكان يقول: «ما هبت الصبا، إلا وأنا أجد ريح زيد».

نسب وحياة زيد بن الخطاب

زيد بن الخطاب بن نفيل بن عبد العزى العدوي القرشي، ابن سيد بني عدي الخطاب بن نفيل، وأمه هي

أسماء بنت وهب بن حبيب من بني أسد بن خزيمة، وأخوه لأبيه عمر بن الخطاب خليفة المسلمين الثاني.

أما صفة زيد، فقد كان أسمرًا بائن الطول، وقد أعقب من الولد عبد الرحمن وأمه لبابة بنت أَبِي لبابة بن عبد المنذر،

وأسماء أمها جميلة بنت أبي عامر بن صيفي.

روى زيد بن الخطاب رواية واحدة للحديث النبوي عن النبي محمد صلى الله عليه وسلم،

رواه عنه ابن أخيه عبد الله بن عمر وابنه عبد الرحمن بن زيد.

كان زيد أكبر من الفاروق عمر سنًا، أسلم زيد قديمًا قبل أخيه عمر، وكان من المـ.ـهاجرين الأوائل إلى يثرب،

وآخى النبي محمد صل الله عليه وسلم بينه وبين معن بن عدي، وشهد مع النبي محمد المشاهد كلها.

بعد وفاة النبي، شارك زيد في حـ.ـروب الردة، وحمل راية المسلمين في معـ.ـركة اليمامة التي تراجع

المسلمين منـ.ـهزمين في أولها، واستشـ.ـهد خلالها.

العلاقة ما بين زيد بن الخطاب وأخيه عمر بن الخطاب

كان عمر بن الخطاب شـ.ـديد الحب لأخيه زيد، فقد روي أن عمر قال لزيد يوم أحد: «البس درعي»،

فقال زيد: «إني أريد من الشـ.ـهادة ما تريد»، فتركاها كليهما. 

حزن عليه عمر حـ.ـزنًا شـ.ـديدًا لما استـ.ـشهد، وقال: «سبقني إلى الحسنيين: أسلم قبلي،

واستـ.ـشهد قبلي». وكان يقول: «ما هبت الصبا، إلا وأنا أجد ريح زيد». 

التقى عمر بأبي مريم الحنفي قـ.ـاتل زيد، وعمر يومئذ الخليفة، فقال له: «أقتـ.ـلت زيد بن الخطاب؟»، 

فقال أبو مريم: «أكرمه الله بيدي، ولم يهِنِّي بيده»، 

فسأله عمر: «كم ترى المسلمين قـ.ـتلوا منكم يومئذ؟»،

قال: «ألفًا وأربعمائة يزيدون قليلاً». 

فقال عمر: «بئس القتـ.ـلى!»، 

قال أبو مريم: «الحمد لله الذي أبقاني حتى رجعت إلى الدين الذي رضي لنبيه عليه السلام، وللمسلمين»، فَسرَّ عمر بقوله.

زيد بن الخطاب خلال معـ.ـركة اليمامة

معـ.ـركة اليمامة، معركة دارت ما بين المرتدين عن الدين الإسلامي بقيادة مسيلمة الكـ.ـذاب مدعي النبوة

وبين المسلمين في عهد خليفة المسلمين الأول أبو بكر الصديق.

استعد زيد بن الخطاب للمشاركة في حـ.ـروب الردة، فكان يقول: “والله لا أتكلم حتى يهزمـ.ـهم الله، أو ألقى الله فأكلمه بحجتي”،

وكان هو حامل راية المسلمين في معـ.ـركة اليمامة، فكان كان هدفًا لجيـ.ـش المرتدين حتى تسـ.ـقط

الراية فيكون ذلك سببًا في هزيمة المسلمين

تراجع المسلمون منـ.ـهزمون في بداية المعـ.ـركة، إلا أن زيد كان يصيح في الناس:

“أيها الناس، عضوا على أضراسكم، واضـ.ـربوا في عدوكم، وامضوا قدمًا”،

وقال: “اللهم إني أعتذر إليك من فرار أصحابي، وأبرأ إليك مما جاء به مسيلمة وأصحابه”، وظل يفعل ذلك حتى استشـ.ـهد.

قبل اسـ.ـتشهاده، استطاع زيد أن يقتـ.ـل “الرجّال بن عنفوة”، الذي كان على إحدى مجنبتي

جيـ.ـش مسيلمة الكذاب، والذي ارتد بعد إسلامه،

وكان خليفة المسلمين الأول أبو بكر الصديق قد أوفده إلى مسيلمة وقومه؛ ليدعوه إلى الإسلام،

ويكشف لقومه زيف دعواه، إلا أنه شهد بنبوة مسيلمة، فكانت فتنته أشد من فتنـ.ـة مسيلمة.

قصة زيد بن الخطاب مع الرجّال بن عنفوة

كان الرجال بن عنفوة سببًا في اتباع الكثيرين لمسيلمة الكـ.ـذاب الذي ادعى النبوة، فقد كان الرجال بمثابة مساعد لمسيلمة،

وكان ينقل إليه أفعال الرسول صل الله عليه وسلم، حتى يقلدها، فيصدق الناس أن مسيلمة نبي.

روي عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: جلست مع رسول الله صلى الله عليه وسلم في رهط ومعنا الرجال بن عنفوة،

فقال: “إن فيكم لرجلاً ضرسه في النار مثل أحد، فهلك القوم وبقيت أنا والرحال فكنت متخوفًا لها

حتى خرج الرجال مع مسيلمة وشـ.ـهد له بالنبوة وقـ.ـتل يوم اليمامة”.

وكان خليفة المسلمين الأول أبو بكر الصديق، قد أرسل الرجال بن عنفوة إلى أهل اليمامة، يدعوهم إلى الله ويثبتهم على الإسلام،

فلما وصل “الرَّجَّال” اليمامة، التقاه مسيلمة الكذاب وأكرمه وأغراه بالمال والذهب،

وعرض عليه نصف ملكه إذا خرج إلى الناس، وقال لهم إنه سمع محمدًا يقول إن مسيلمة شريك له في النبوة.

سار الرجال بن عنفوة بين أهل اليمامة يقول، أن مسيلمة بن حبيب شريك رسول الله صل الله عليه وسلم في النبوة،

وبالتالي هو أحق الناس بحمل راية النبوة والوحي بعد وفاته، فصدقه الناس لإسلامه السابق، والفترة التي عاشها بالمدينة أيام الرسول،

وحفظه لآيات من القرآن، وسفارته لأبي بكر خليفة المسلمين، فارتد على أيدي الرجال عدد كبير

من أهل اليمامة، ومن بقي على دينه من المسلمين قتـ.ـل.

أقسم زيد بن الخطاب على قـ.ـتل الرجّال، وعندما التـ.ـحم جـ.ـيش المسلمين بجيش المرتدين،

ظل زيد يبحث عن الرجال، كالصقر الذي يبحث عن طريدته.

هكذا ظل زيد يأتي الرجّال من اليمين ومن الشمال، وفي كل مرة يحول بينه وبين قـ.ـتله حراسه المرتدين،

حتى استطاع أن يصل إليه في مرة، فضـ.ـربه ضـ.ـربة حـاسمه بسيفه، شـ.ـقت رأ سـه إلى نصفين.

كيف تحول قبر زيد بن الخطاب لمقام!

بعد استشـ.ـهاد زيد بن الخطاب في معركة اليمامة، بنى أهل اليمامة على قبـ.ـره وغيره من كبار

الصحابة الذين قتـ.ـلوا في المعـ.ـركة قبابًا يزورونها ويتبركون بها،

إلى أن هـ.ـدم محمد بن عبد الوهاب وأتباعه تلك القباب، وكان الذي هـ.ـدم قبة قبـ.ـر زيد بن الخطاب ابن عبد الوهاب بنفسه.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى