تاريخ

معركة “موهاكس” يوم كسر القانوني شوكة أوروبا وأبكاها!

معركة “موهاكس” يوم كسر القانوني شوكة أوروبا وأبكاها!

ايفا بوست – فريق التحرير

في التاسع والعشرين من أغسطس سنة 1526 وقعت معركة “موهاكس” بين جيش الخلافة العثمانية بقيادة السلطان “سليمان القانوني” وبين جيش مملكة “المجر” بقيادة الملك “فيلاديسلاف الثاني”.

وفيها سحق المسلمون أسطورة أوروبا، بوقت لا يتجاوز الساعتين، ونتج عن هذه المعركة الخالدة ضم المجر للدولة العثمانية.

عندما تولى السلطان “سليمان القانوني” مقاليد الخلافة  بعد وفاة السلطان العظيم “سليم الأول” الملقب ب “يافوز” “القاطع”،

رفض ملك المجر دفع الجزية التي كان يدفعها ظنن منه أنه أمام خليفة شاب وضعيف وغير مؤهل للحكم، ولم يقف الأمر هنا فقام ملك المجر بقتل رسول الخليفة، وهنا اشتعلن نار الغضب بصدر السلطان سليمان .

معركة موهاكس / صورة تعبيرية

والجدير بالذكر أنه بالفترة التي سبقت معركة “موهاكس” ظهرت قوة مملكة إسبانيا  التي أثارت قلق الدولة العثمانية

وكان يقودها رجل مشهور في أوروبا اسمه “شارل الخامس” أو “شارلكان”.

وقد استطاع بسط نفوذه على “البرتغال” و”ألمانيا” و “النمسا” و “هولندا” وكان يحاول بسط نفوذه على مملكة المجر وهذا من أسباب تحرك السلطان سليمان أيضاً.

فدقت طبول الحرب وكانت رسالة واضحة فخرج السلطان بجيش كبير من اسطنبول في (23 أبريل 1526 ) وكان الجيش مؤلفاً من

مائة ألف جندي وثلاثمائة مدفع وثمانمائة سفينة حتى بلغ “بلغراد” وعبر نهر التونة الشهير بسهولة بفضل الجسور الكبيرة التي تم تشييدها.

وفتح الجيش العثماني عدة  قلاع حربية على نهر “الطونة” وهو في طريقه الى “وادي موهاكس” وبلغه

بعد أن قطع ألف كيلومتر من السير خلال 128 يوماً من خروجه.

وعلى الجانب الآخر عندما علم ملك المجر بقدوم جيش المسلمين قام بإعداد جيشاً كبيراً، وأعلن بابا الفاتيكان “كليمنت السابع”

  النفير العام في أوروبا وأصدر قراراً بمنح سكوك الغفران لكل من يشارك في هذه المعركة وتم تكوين أكبر حلف عسكري عرفته أوروبا

ويشمل “إسبانيا” و إيطاليا” و ” ألمانيا” و “النمسا” و”هولندا” و” بلجيكا” و”سويسرا” و”لوكسمبرغ” ومناطق واسعة من فرنسا،

و”مملكة المجر” وتشمل (المجر ، سلوفاكيا، ترانسيلفانيا  وهي رومانيا حالياً وشمال صربيا)

و” مملكة بوهيميا” وتشمل  (جمهورية التشيك حالياً ، كرواتيا ، بولندا) بالإضافة إلى مرتزقة أوروبيين من عدة مناطق

وكان هذا الجيش الصليبي بقيادة الملك “لويس الثاني” وملك المجر “بال توموري” .

وفي ليلة المعركة 29 أغسطس 1526 م تقدم السلطان سليمان جيشه وصلى بهم إماماً في صلاة الفجر، وكان التحدي الذي

واجه السلطان هو كثرة عدد الفرسان الأوروبيين والمجريين والمقنعين بالحديد الذين لا يمكن اصابتهم بالسهام ولا بالسيوف نظراً لتدرعهم الكامل .

فأحكم السلطان سليمان خطته بحكمة وذكاء  فقام بوضع تشكيل جيشه بطريقة 3 صفوف، وذلك على طول بلغ مقداره 10 كم ووضع

قوات الانكشارية في مقدمة القوات وهم صفوة المقاتلين وبعدهم الفرنسان الخفيفة ومعهم المتطوعين

وقوات المشاة بينما كان هو وقوات المدفعية في مؤخرة القوات.

هاجمت قوات المجر قوات الجيش العثماني عقب صلاة العصر وجرت المعركة كما خطط لها السلطان إذ أمر قوات

الانكشارية بالثبات لمدة ساعة، ثم الفرار الى الجوانب وأمر قوات الصف الثاني بفتح الخطوط والفرار الى الجواب أيضاً.

وبالفعل صمدت قوات الانكشارية لمدة ساعة وأُبادت قوات المشاة  الأوروبية وطبقاً للخطة قامت قوات الانكشارية بالانسحاب الى الجوانب

ومن ثم تبعتها قوات المشاة وأصبح قلب الجيش العثماني مكشوفاً بشكل تام فابتلع الأوربيين الطعم واندفعوا بقوة بلغ مقدارها 100 ألف فارس

وكانت هذه نهايتهم بالطبع إذ أصبحوا وجهاً لوجه مع المدافع العثمانية فأحرقتهم المدافع بفتح النيران عليهم بكل قوة و في وقت واحد ولمدة زمنية بلغت حوالي الساعة.

وهذا ما يعرف بأسلوب الحرب التركي أو أسلوب الكماشة التي استخدمت من قبل قادة عظام في التاريخ الإسلامي.

استمرت المعركة حوالي ساعة ونصف أو ساعتين فكانت نهايتها أن أصبح الجيش المجري ذكرى في صفحات

التاريخ بعد أن غرق معظم الهاربين في مستنقعات “وادي موهاكس”.

والشيء الذي لم ولن يغادر أذهان الأوربيين أنه عندما قرر الجيش “المجري”  الاستسلام  كان رد السلطان سليمان

“لا أسرى” فقاتل من تبقى منهم قتال اليائس المهزوم، لكن بالرغم هذا تم أسر “25” ألف جريح.

بعد انتهاء ملحمة “موهاكس” دخل المسلمون عاصمة المجر التي كانت تعرف  قديما باسم “بودا”  وهي جزء من العاصمة الحالية “بودابيست”.

وهنا انتهت أسطورة أوروبا والمجر على يد المسلمين بقيادة السلطان العظيم “سليمان” الملقب “بالقانوني” وهذا النصر يُعد أعظم انتصار للمسلمين

في القرون الأخيرة فقد كانت العزيمة والقوة والخطة وسرعة التنفيذ شيء مبهر جداً للأوروبيين الذين لا زال حقدهم و كراهيتهم تجاه هذا اليوم

وتجاه المسلمين بشكل عام وتركيا خاصة التي يحاربون انضمامها الى الاتحاد الأوروبي بشتى الوسائل والطرق،

علماً أنه مضى على هذه المعركة ما يقارب 500 عام.

أبو الطماير في باب الحارة وأبو ماجد الحلاق في ليالي الصالحية .. قصة الفنان داوود الشامي وحكايته مع الكاميرا الخفية

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى