تاريخ

بناه الجن لنبي الله سليمان.. قصّة الهيكل الذي يبحث عنه اليهود في “المسجد الأقصى” حتى يومنا هذا!

بناه الجن لنبي الله سليمان.. قصّة الهيكل الذي يبحث عنه اليهود في “المسجد الأقصى” حتى يومنا هذا!

ايفا بوست – وكالات

ما هو شكل هيكل سليمان عليه السلام؟ وكيف كانت تعظمه اليهود؟ وهل طلب منهم سليمان أن يعظموه؟ وهل كان هذا الهيكل خاصاً بسليمان؟ أم كان لمن جاء من أنبياء بني إسرائيل قبل وبعد سليمان هياكل؟

سنستعرض معكم عبر هذا التقرير الذي تم إعداده من مختلف المصادر التاريخية والدينية، قصّة الهيكل الذي تسعى إسرائيل لإقامته في مكان بناء المسجد الأقصى المبارك، وعلاقته بنبي الله سليمان عليه السلام.

تذكر المصادر التاريخية أن سليمان عليه السلام بنى “عدة هياكل” أي أماكن مخصصة للعبادة، ويسمى “الهيكل” بـ “بيت الإله”، ويكون له أسوار وفيه غرف للعبادة.

هيكل سليمان

وتقول المصادر الإسلامية، أن النبي سليمان لم يكن له “هيكل واحد” كما تقول اليهود، بل عدة هياكل،

مستدلين بذلك بقول الله تعالى عن الجن  في القرآن الكريم “يعملون له ما يشاء من مــحـاريب وتماثيل وجفان كالجواب وقدورٍ راسيات”.

ويعني ذلك أن الجن كانت تصنع للنبي سليمان “مــحـاريب” أي أماكن عبادة وهي ماكانت تسمى “الهيكل”،

وعليه فقد ورد الذكر بالقرآن الكريم أنها جمع وليست واحد، حسبما تذكر المصادر التاريخية.

يرى اليهود أن معبد سليمان موجود في القدس بفلسطين، وتحديداً في المسجد الأقصى، معتبرين أنه مكاناً قد أخذه منهم المسلمين، ويحاولون استعادته حتى يومنا هذا.

المسجد الأقصى: ثاني مسجد بني في الأرض 

أما من وجهة النظر الإسلامية، فأن المكان الذي فيه المسجد الأقصى اليوم هو مكان مقدس، وقد بني كمسجد لله تعالى منذ القدم.

وفي حديث أبي ذر الذي رواه مسلم ” قال أبو ذر يا رسول الله أي مسجد في الأرض كان أول؟، فقال صلى الله عليه وسلم : المسجد الحـ.ـرام، فقال يا رسول الله ثم أيٌّ؟ قال ثم المسجد الأقصى، فقال أبو ذر يا رسول الله فكم كان بينهما، قال بينهما أربعون سنة.

وأول من بنى المسجد الحـ.ـرام هم الملائكة، ثم بعد ذلك انهـ.ـدم فبناه بعض أولاد بني آدم، ثم بعد ذلك انهـ.ـدم،

فبناه إبراهيم عليه السلام، ثم بعد ذلك انهـ.ـدم فبنته قريشٌ ووضع النبي صلى الله عليه وسلم الحجر الأسود.

وعليه فإن الكعبة قد بنيت منذ الأزل، وبين إبراهيم عليه السلام وسليمان عليه السلام أكثر من 963 سنة، أي حوالي ألف سنة، فسليمان جاء بعد إبراهيم بحوالي ألف سنة.

ولما كانت الكعبة قد بنيت قبل إبراهيم وسليمان، وكان بينها وبين بناء المسجد الأقصى 40 سنة، فالمسجد الأقصى مبني قبل إبراهيم وسليمان، وقيل أيضاً أن الملائكة هي من بنته.

كما أن المسجد الأقصى انهـ.ـدم عدة مرات، وكان آخر من بناه نبي الله سليمان عليه السلام، وقد سبقه في ذلك نبي الله إبراهيم عليه السلام بعد أن أوحى الله له بذلك.

وقد أخبر النبي محمد صلى الله عليه وسلم، أن سليمان بنى المسجد الأقصى على أنه مسجد، وقد روي في حديث رواه الإمام أحمد أن رسول الله قال

:” إن سليمان ابن داوود لما فرغ من بناء مسجد بيت المقدس سأل الله ثلاثاً، حكماً، وملكاً لا ينبغي لأحداً من بعده، ولا يأتي هذا المسجد لا يريد إلا الصلاة فيه إلا خرج من خطيـ.ـئته كيوم ولدته أمه”،

وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم أن سليمان أعطي الاثنتين الأولين أي الحكم والملك.

الهيكل: بيت الإله 

ويعتقد اليهود في الهيكل، أنه بيتاً للإله كما ورد في الكتاب المقدس في سفر الملوك الإصحاح الثامن الفقرتان الثانية عشر والثالثة عشر. 

الهيكل عندهم بالعبرية اسمه “بيت همقداش أو البيت المقدس أو هيخال” وهي تعني “البيت الكبير” في اللغة السامية. 

وبعد ذلك جعلوا الهيكل مكاناً لإقامة الطقوس الدينية، ويقولون أن النبي سليمان عليه السلام بنى الهيكل فوق جبل “موريا” وهو جبل بيت المقدس، حيث يوجد الآن المسجد الأقصى ومسجد قبة الصخرة.ويسمي اليهود ذلك الجبل بـ”جبل الهيكل”، وقد جاءت قصة بناء سليمان للهيكل في سفر الملوك وأخبار الأيام كما في التوراة والإنجيل.

وحسب الرواية اليهودية، بنى سليمان عليه السلام المسجد الأقصى، الذي يسمى بعبارتهم الهيكل أو “هيخال” كما باللغة السامية، وبعد ذلك هـ.ـدم الهيكل على يد نبوخذ نصر البابلي عام 586 قبل الميلاد، وبقي 60 سنة مهـ.ـدوماً.

وفي عام 520 قبل الميلاد تم بناؤه، ثم هـ.ـدم على يد القائد الروماني توتوس، ثم بني، ثم هـ.ـدم عام 70 للميلاد، وما زال اليهود يبحثون عنه حتى الآن ويرغبون بإعادة بنائه.

ومن الثابت في كتب التاريخ أن الهيكل له أسوار، وهو بمساحة مسجد، وقد ذهب، أما ما يريده بعض اليهود الآن هو هـ.ـدم المسجد الأقصى وبناء هيكلاً جديداً يسمونه هيكل سليمان مكان المسجد الأقصى.

مملكة بني إسرائيل لن تقام إلا في حال عودتهم لفلسطين!

يقول بعض اليهود أن “حائط البراق (المبـ.ـكى)” الذي يقع في الجهة الغربية من المسجد الأقصى هو من بقايا هيكل سليمان عليه السلام.

كما يقولون أن عودة ملكهم لن تكون إلا في حال الرجوع إلى القدس، وإعادة بناء الهيكل، وهم يزعمون أن المسجد الأقصى قد بني على أنقاض الهيكل، ما يعني أنه لا بد من هـ.ـدم المسجد الأقصى لإعادة بناء الهيكل، وأن مملكة اليهود لن تقوم إلا بذلك.

الهيكل بناه 180 ألف رجل

ويرى اليهود أن الهيكل هو المكان الأكثر قدسية على وجه الأرض، وذكروا أن داوود عليه السلام هو من أسس للهيكل، وسليمان عليه السلام هو من بناه،

وقد استغـ.ـرق بناؤه مدة سبع سنوات وشارك فيها أكثر من 180 ألف رجل كان عليهم حوالي 3400 رئيس، حسبما تذكر الأسفار.

ويذكر عن شكل الهيكل، أنه كان بناءاً، بطول ستون ذراعاً أي حوالي 30 متراً، وعرضه عشرون ذرعاً حوالي عشر أمتار،

وارتفاعه ثلاثون ذراعاً (15 متر) والرواق الذي أمامه بطول عشرون ذراعاً وعرض عشرة،

حسبما ذكر في الكتاب المقدس في سفر الملوك الأول الإصحاح السادس، وسفر أخبار الأيام الثاني الإصحاح الثالث.

كما ذكر أنه قد تم استخدام مئة ألف وزنة من الذهب وكل وزنة تعادل حوالي ستة عشر غراماً، أي حوالي 1.6 طن من الذهب في بناء الهيكل،

بالإضافة لحوالي مليون وزنة أي 16 طن من الفضة، والكثير من الحديد والنحاس والخشب والحجارة.

وترى المصادر الإسلامية فيما ذكر مبالغة، حيث أن عدد الرجال المشاركين في إقامة الهيكل كبير للغاية، مقارنة ببناء مساحته حوالي 300 متر مربع وارتفاع حوالي 5 طوابق فقط.

اليهود منقـ.ـسمون حول مكان الهيكل 

بعد أن تـ.ـوفي نبي الله سليمان عليه السلام، اختـ.ـلف أولاده من بعده، وأصبحت مملكته اثنتين كل مملكة عليها أحد أولاده،

الأولى في الشمال وتسمى “مملكة إسرائيل أو السامرة”، وعاصمتها نابلس، أما الثانية بالجنوب

وتسمى “مملكة يهوذا” وعاصمتها أورشليم “القدس”.

وفي عام 721 قبل الميلاد، تم انتهت مملكة الشمال حيث تم تـ.ـدمـ.ـيرها، وبعدها بـ 150 عاماً انتهت مملكة يهوذا.

ومما ذكر في “دائرة المعارف البريطانية” طبعة 1926 م : “أن اليهود يتطلعون إلى اجتماع الشعب اليهودي في فلسطين

واستعادة الدولة اليهودية وإعادة بناء الهيكل وإقامة عرش داود في القدس ثانية وعليه أمير من نسل داود “.

إلا أن  اليهود أنفسهم ليسوا متفقين  على هيكل واحد ، ومكان واحد ، فيهود مملكة السامرة يقولون : إن هيكلهم في مدينة “نابلس” ،

وليس في “القدس” ، وآخرون يقولون : إنه في قرية “بيتين” شمال القدس ، ومجموعة ثالثة تقول : إن هيكلها أقيم على تل القاضي “دان”.

أبو الطماير في باب الحارة وأبو ماجد الحلاق في ليالي الصالحية .. قصة الفنان داوود الشامي وحكايته مع الكاميرا الخفية

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى