بروفايل

سميح شقير غنى لأطفال درعا فكانت يا حيف شرارة الثورة السورية .. وغنى السويداء قامت معلنًا ثورة جديدة

سميح شقير غنى لأطفال درعا فكانت يا حيف شرارة الثورة السورية .. وغنى السويداء قامت معلنًا ثورة جديدة

ايفا بوست – وكالات

سميح شقير فنان سوري ارتبط اسمه بالأغاني الثورية الوطنية، فغنى ضد الاحتلال الصهيوني وغنى لفلسطين والشهداء، وعندما ‏قامت الثورة السورية، غنى ضد ظلم نظام بشار الأسد فكانت أغنيته يا حيف إحدى أيقونات الثورة.‏

ارتبط شقير بالغناء العفوي النابع من القلب، فلم يتسنى له دائمًا تسجيل أغانيه بشكلٍ احترافي، مع ذلك انتشرت من المحيط إلى ‏الخليج، فغنى للشاعر الفلسطيني محمود درويش ولحن بعض أغاني مسرحيات الكاتب الكبير محمد الماغوط.‏

وكما غنى شقير للثورة السورية الأولى في 2011، غنى للحراك المندلع حديثًا في محافظة السويداء، فكانت أغنية قامت ‏إيذاناً بثورة جديدة، فلم يمنعه وجوده في باريس من التظاهر بفنّه وصوته العذب مع المتظاهرين في مسقط رأسه.‏

بداية سميح شقير الفنية

ولد الفنان سميح شقير في العام 1957 في  بلدة القريّا في محافظة السويداء جنوب سوريا، درس الفن في  معهد عال للموسيقى في  ‏مدينة “كييف” عاصمة اوكرانيا بين عامي 1990 و1994.‏

لم ينضم سميح شقير إلى حزبٍ سياسي، بل سخر كلماته وألحانه وصوته للأعمال المستقلة سياسيًا وفكريًا، بدأ مسيرته الفنية ‏ملتزمًا بتقديم فنٍ معبر عن واقع الوطن العربي الذي يرزح تحت ظلم الاحتلال، فبدأ عام 1982 الذي شهد دخول قوات الاحتلال ‏الإسرائيلية إلى بيروت، وكرّس أغانيه لنضال  الشعوب العربية في الأراضي المحتلة وفي سعيها نحو الحرية.‏

غنى شقير لحصار بيروت، الجولان، فلسطين، الثورات العربية في تونس ومصر وليبيا وسوريا، وكانت الثورة السورية صاحبة ‏النصيب الأكبر، فكانت يا حيف بمثابة صرخة وجع وتحذير للنظام السوري الذي نكل بأهالي وأطفال درعا.‏

محطات في حياة سميح شقير

قدم سميح شقير عددًا من المجموعات الغنائية، منها: “لمن اغني” عام 1983 و”بيدي القيثارة” عام 1984 و”حناجركم” عام 1985 ‏و”وقع خطانا” عام 1987 و”زهر الرمان” عام 1990 و “زماني” عام 1998، و “قيثارتان” عام 2009، وله أيضًا عمل غنائي ‏للأطفال بعنوان ” يا باح ويا باح” عام  2007.‏

كما قدم شقير “مطر خفيف” وهي مجموعة غنائية قدمت في دار الأوبرا في دمشق 2010، لكنها لم تسجل، ويعتبرها الأقرب إلى ‏قلبه بحسب تصريحه لموقع العربي الجديد.‏

سميح شقير والهجرة إلى باريس

غادر سميح شقير إلى العاصمة الفرنسية باريس، قبل بداية الثورة في سوريا بعدة أشهرٍ، فكان ذلك حُسن حظ جنبه ما تعرض له ‏أمثاله من الفنانين والمثقفين الذين دعموا الثورات العربية.‏

قبل مغادرته سوريا بعدةِ أشهر، ازداد عليه الضغط والإقصاء والتهميش من قبل النظام السوري، فاتخذ قرار الرحيل، وأعلنه في ‏مقال كتبه حينها يشرح فيه أسبابه.‏

من باريس بدأ يقدم حفلاته في القارة الأوروبية، فقدم حفلًا في مسرح أديار في باريس عام 2011، ثم أطلق أغنية يا حيف، تضامنًا ‏مع الثورة السورية، ثم تابع تقديم الحفلات؛ فقدم حفلًا في العاصمة الفنلندية بدعوة من جمعيات المجتمع المدني، وآخر في فيينا ‏بالنمسا، ثم حفل في مسرح فيلارد قرب باريس.‏

وفي عام 2012 قام بجولة فنية في عدة ولايات أمريكية: لوس أنجلس، شيكاغو، ديترويت، نيوجرسي. وقدم حفل في لندن، وآخر ‏في أمستردام بدعوة من نقابة الفنانين الهولنديين ، وحفل في بون في ألمانيا بالتشارك مع الفنان الكردي المعروف شيفان.‏

كما قدم حفلًا في برلين بدعوة من اتحاد الطلبة السوريين، وحفلين في السويد في ستوكهولم ومالمو بدعوة من مؤسسة ري أورينت ‏الثقافية، واستمر في تقديم الحفلات في أمريكا وكندا والدول الأوروبية دعمًا ونصرة للثورة السورية حتى يومنا هذا.‏

قصة أغنية يا حيف

أغنية يا حيف كلمات وألحان وغناء سميح شقير، صدرت في نهايات شهر مارس عام 2011، بعد ما حدث في مدينة درعا من ‏اعتقال مجموعة من الأطفال أعمارهم ما بين 8-11 عامًا، المتأثرين بحركة الربيع العربي، حيث قاموا بكتابة شعارات مُناهضة ‏للنظام السوري على جدران مدرستهم، فتم اعتقالهم وعذبـ.ـوا تعذيـ.ـبًا وحشـ.ـيًا، فكانت هذه بداية الثورة في سوريا.

كلمات أغنية يا حيف جاءت بسيطة، تصف بسلاسة ممزوجة بالمرارة الظلم الواقع على سوريا من نظام بشار الأسد، يحكي سميح ‏شقير في مقابلة لـ فرانس 24 أنه تأثر بأحداث درعا كثيرًا، فشكلت في داخله حالة من الفوران لكل الظلم الذي كان شاهدًا عليه في ‏سوريا.‏

استيقظ شقير من نومه يفكر في ما يحدث في درعا، تناول عوده، دخل إلى المطبخ هائمًا، بدأ يدندن على العود، ووجد إلى جواره ‏ورقة إعلانات، خرجت كلمات يا حيف منه عفوية، دونها على الورقة ثم انتشرت في العالم أجمع.‏

يصف شقير أولى دندنات كلمات الأغنية على عوده، فما إن خرجت كلمة يا حيف، حتى عانقت دموعه أوتار عوده، “يا حيف آخ ‏ويا حيف، زخ رصاص على الناس العزّل يا حيف، وأطفال بعمر الورد تعتقلن كيف، وأنت ابن بلادي تقتل بولادي، وظهرك ‏للعادي وعلي هاجم بالسيف يا حيف يا حيف”.‏

من أعمال سميح شقير

لحن سميح شقير الموسيقى التصويرية للعديد من المسلسلات والأفلام والمسرحيات، من بينها مسرحية خارج السرب للكاتب ‏الراحل “محمد الماغوط”، والفيلم السينمائي الطويل “الطحين الأسود” للمخرج “غسان شميط”، وفيلم للأطفال “من العين إلى القلب”.‏

وقدم ألبوم قيثارتان الذي خصصه بالكامل للتلحين والغناء للشاعر الراحل محمود درويش، وفي هذا الألبوم تخلى عوده عن البطولة ‏ليرافقه توزيع أوركسترالي، فشكّل هذا الألبوم مفترق طرق، أو تحوّلاً في مسيرته الموسيقية.‏

كما قدم سميح شقير العديد من الفنانين من أبرزهم الفنانة سهير شقير صاحبة الصوت الأوبرالي المميز، وقدم ديوان من الشعر ‏يحمل اسم “نجمة واحدة” عام 2006.‏

عشرة خطوات لتنشئة طفل ذكي .. تعرف عليها 

 

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى