تربية

متى يجب أن يمتلك طفلك هاتفا ذكيا ومتى يصبح الهاتف ضرورة للطفل ؟

متى يجب أن يمتلك طفلك هاتفا ذكيا ومتى يصبح الهاتف ضرورة للطفل ؟

ايفا بوست – وكالات

تعتبر الهواتف المحمولة محفوفة بالمخاطر، خاصة بالنسبة للأطفال، بمن في ذلك المصابون باضطراب فرط الحركة ونقص الانتباه

هل يمكن اليوم منع طفلك من استخدام الهاتف الذكي؟ لقد أصبح التفكير في هذا القرار أمرا بالغ الصعوبة لدى الكثيرين

فالهواتف المحمولة هي الوسيلة الأولى التي يلجأ إليها الآباء للفوز بدقائق من الصمت والهدوء من قبل أطفالهم

وربما علينا منح الأم التي تمنع طفلها من الشاشات لأطول فترة ممكنة جائزة الأم المثالية، وسط ضغوط مجتمعية تفرض الشاشات -سواء كانت هاتفا ذكيا أو جهازا لوحيا (التابلت) أو تلفزيونا- على الجميع.

في المقابل، علينا أن نسأل أنفسنا متى يصبح الهاتف الذكي ضرورة للطفل؟ وكيف ننظم ونراقب استخدامه؟

بحلول الوقت الذي يبلغ فيه ابنك أو ابنتك 10 أو 12 عاما قد يطلبان امتلاك هاتف محمول للتواصل مع الأصدقاء، وربما ستدركين حينها أنك في حاجة إلى وسيلة مباشرة للتواصل مع أبنائك في أي وقت، لكن تراودك بعض المخاوف، مثل:

التكلفة:

هل يجب أن إنفاق المال (ما يزيد على 200 دولار أحيانا) على شيء يمكن أن يخسره الطفل أو ينكسر بسهولة؟

فواتير شهرية:

يستهلك الأطفال باقات الإنترنت الشهرية من دون إدراك، إذ تتطلب ألعاب الأطفال شبكة إنترنت ذات سرعة فائقة، وبالطبع لا تفي الباقات التقليدية باحتياجات تلك الألعاب وفيديوهات تطبيقات مثل تيك توك وإنستغرام.

وليس هذا فحسب، قد يستخدم الأطفال بطاقات الائتمان المسجلة على الهاتف في شراء ألعابهم الإلكترونية وتجديد اشتراكاتها

وقد قرأنا جميعا قصصا عن أطفال ينفقون بسذاجة مبالغ ضخمة من بطاقات ائتمان آبائهم على الألعاب والتطبيقات الأخرى.

التعرض للخطر: قد يتعرض طفلك للاستغلال الجنسي أو مشاهد العنف من أكثر من طريق، ربما عليك مراقبته بصفة مستمرة للسيطرة على هذا الخطر المحتمل.

التعرض للتنمر: كلما زاد وجود الجهاز المحمول زاد خطر التنمر الإلكتروني، ومن الممكن أيضا -من خلال وسائل التواصل الاجتماعي- أن يدرك الأطفال بشكل مؤلم ما ينقصهم.

التعلق: أحد أكثر الأمور التي تثير غضب الآباء والأمهات هو تعلق الأبناء الشديد بالحياة الافتراضية، الأمر الذي يتطلب خطة علاج نفسية مرهقة.

وبالنظر إلى المخاطر، هل يجب أن يمتلك الأطفال هواتف محمولة؟ وكيف تقرر الوقت المناسب للقيام بذلك؟

يقول جيري بوبريك اختصاصي علم النفس السريري وخبير القلق في “معهد تشايلد مايند” (Child Mind Institute) إن هذا السؤال غالبا ما يسأله الآباء والأمهات الذين لديهم أطفال تتراوح أعمارهم بين 10 و12 عاما.

ويضيف الدكتور بوبريك “أخبر الآباء أن الأمر لا يتعلق بعمر معين بقدر ما يتعلق بالوعي الاجتماعي للطفل وفهمه ما تعنيه التكنولوجيا، يمكن أن يكون لديك طفل يبلغ من العمر 15 عاما غير ناضج حقا

لكنك تمنحه الهاتف لأنه يبلغ من العمر 15 عاما، في حين أن الطفل البالغ من العمر 12 عاما الناضج اجتماعيا يمكنه التعامل مع الأمر بشكل أفضل”.

امتلاك الهواتف الذكية لا يتعلق بعمر معين بقدر ما يتعلق بالوعي الاجتماعي للطفل وفهمه ما تعنيه التكنولوجيا (بيكسابي)

ويوصي الدكتور بوبريك بالأمور التالية لمعرفة هل يمكن لطفلك أن يمتلك الهاتف المحمول الآن:

عليك أن تسألي نفسك: كم مرة يفقد طفلك الأشياء، خاصة الأشياء باهظة الثمن؟

إلى أي مدى يتعامل طفلك مع المال بشكل جيد؟ هل ستكون في منتصف لعبة وتشتري المزيد من الحيوات “Lives” باندفاع دون التفكير في تكلفتها؟

ضعي في اعتبارك أيضا مدى سهولة التقاط طفلك الإشارات الاجتماعية، هل يفهم الرسائل النصية وضوابط النشر عبر منصات التواصل الاجتماعي؟

هي يستجيب لرسائل الغرباء؟ هل يبادر بالتواصل مع الغرباء؟ هل تغير مزاجه رسالة مزعجة من شخص على منصات التواصل الاجتماعي؟

ما مدى ذكاء طفلك في ما يتعلق بالتكنولوجيا؟ هل يدرك حقا أن موظفي القبول في الجامعة وأرباب العمل والزملاء في المستقبل يمكن أن يروا -ولو بعد سنوات- أي شيء تنشره الآن؟

ما مدى تفهم أداء طفلك مع تحديد وقت الشاشة؟ إذا كان طفلك متعلقا بالحاسوب فمن المحتمل أن يواجه صعوبة في ترك الهاتف أيضا.

الهواتف المحمولة واضطراب فرط الحركة ونقص الانتباه

تساهم الهواتف الخلوية في تشتت الأطفال المصابين باضطراب فرط الحركة ونقص الانتباه بشكل خاص.

يقول ديفيد أندرسون عالم النفس السريري المتخصص في اضطراب فرط الحركة ونقص الانتباه والاضطرابات السلوكية في معهد تشايلد مايند إن “الهواتف مصممة لتكون دائمة التحديث قدر الإمكان

فقد تتلقى بريدا إلكترونيا أو إشعارات عبر وسائل التواصل الاجتماعي أو تتحقق من موجز الأخبار ونتائج المباريات الرياضية”، جميعها محفزات للتعلق الشديد بالهاتف المحمول

فيما لا يجد الأطفال نفس الحافز للارتباط بأنشطة مثل الواجبات المنزلية أو محادثة مائدة العشاء، بحسب أندرسون.

وتعتبر الهواتف المحمولة أيضا محفوفة بالمخاطر، خاصة بالنسبة للأطفال، بمن في ذلك المصابون باضطراب فرط الحركة ونقص الانتباه

والذين يميلون إلى التصرف باندفاع، إن اندفاعهم يجعلهم أكثر عرضة لنشر أو إرسال شيء قد يندمون عليه لاحقا

وفي عالم يتم فيه تسجيل كل شيء تقوم بإنشائه في الفضاء الإلكتروني يكونون عرضة لارتكاب أخطاء طويلة الأمد.

الهواتف المحمولة محفوفة بالمخاطر خاصة بالنسبة للأطفال (غيتي)

الهاتف غير الذكي

إذا كنت لا تشعرين أن طفلك مستعد تماما لامتلاك هاتف ذكي فإن أحد الخيارات المتاحة لديك هو تزويده بهاتف يسمح بالاتصال والرسائل النصية فقط، ولكن ليس بأي شيء آخر مرتبط بعالم الإنترنت.

ومع ذلك، أصبحت الهواتف الذكية أمرا لا مفر منه، علينا فقط إعداد أطفالنا جيدا للتحكم في سلوكياتهم عبر الفضاء الإلكتروني المتاح من خلال تلك الأجهزة.

المصدر : الجزيرة + مواقع إلكترونية

يساعد على إنجاز الأعمال .. 6 فوائد للاستيقاظ مبكرًا

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى